في يوم صيف جميل وعلى ضفاف السواحل كانت تجتمع الأسر حول هذا البحر الهادئ في مظهره الغدار بطبعه ترقب تحركات الأمواج من هنا وهناك ونسيم الهواء العليل جعل المكان من أروع ما يكون بينما الهدوء يعم المكان إذا بصوت قادم من البحر يطلب النجدة هب الناس لينجدوا المستغيث ..
عم الهلع والخوف ضفاف الساحل وأخذوا يتفقدون شبانهم وأطفالهم لتأكد من أن الغريق ليس أحدا منهم وينما هم يبحثون إذا بطفل يبكي ويصيح قائلا: أبي .. أبي .. أرجوكم إنه أبي أنقذوه أرجوكم ..!!
أسرع البعض من الشبان لنجدته حاولوا إنقاذه ولكن لا جدوا من ذلك ..
قاموا بالاتصال بدفاع المدني حضر الدفاع واستعد الطاقم ودخلوا البحر وهموا بسحب الغريق للخارج بعد ذلك أخذوه إلى المستشفى للتأكد من سلامته ..
وبالقرب من البحر كان الطفل ينظر إلى البحر بنظرات عدائية وكأنه يريد الاقتصاص منه ..
اقترب منه رجل يقال له أبو محمد وضع يده على كتف الصغير وقال له: ما بك يا حبيبي أين أهلك اذهب إليهم إلا أن يعود والدك
أخذ الصغير ينظر إليه وعينه مليئة بالدموع أحس أبو محمد أن في الأمر سراً وقال للصغير : ما بك ؟..
أجابه الصغير و دموع عينه الصغيرتان انهمرت : أأأ..أأأنـــا أخاف أن أفقد عمي الذي رباني مثل ما فقدت أبي
ذهل أبو محمد من إجابته وأخذ يهدئ فيه و يطمأنه أنه سيكون بخير ..
قال له الصغير : يا عم عندما كنت في الخامسة من عمري غرق أبي في البحر وتم إنقاذه لكنه مرض بعد ذلك ثم مات وعشت يتيم الأب إلا أن أتى عمي و أخذني وكان بمثابة أبي ولا أريد أن أفقده مثل ما فقدت أبي .. ثم سكت قليلا وقال : أرجوك يا عم خذني إليه أريد أن أراه أرجوك ...
أجابه أبو محمد : حسنا هيا بنا .. وفي المستشفى كان العم قد فاق من إغماءه وقد تحسنت حالته وكان الصغير ينظر إلى عمه وعيناه البريئتان فرحتان برؤيته في أحسن حال . وأنطلق إلى حضن عمه الذي رباه وكان بمثابة الوالد الحنون ..
وشكرا العم أبو محمد على عطفه على ابن أخيه وجلبه إلى المستشفى ..
وبعد مدة خرج العم من المستشفى مع ابن أخيه وعادا إلى البيت وعشا بأمان وسلام